الأربعاء، ٩ سبتمبر ٢٠٠٩

عن الجريمة الكاملة ..


تقريبا هي ثلاثة برامج إذاعية صباحية هي التي تبحث لتصل بالمستمع – الذي لا أظن أنه قد يكون مجرما - لنتيجة عبقرية مؤداها أن الجريمة لا تفيد و أنه لا جريمة كاملة وان الجريمة الكاملة قد أزاحت الغول لتأخذ مكانها في المستحيلات الثلاثة , و أنه ما من مجرم وصل بذكائه حد القيام بجريمة كاملة لا دليل فيها يشير إليه ولا خيطا وحيدا يؤدي إليه .. على ما أذكر أن البرامج الثلاثة هي ( الألغاز البوليسية 5787120 إذاعة - ومن الحياة – وآخر لا اذكر اسمه ) .. هي برامج إذاعية تهدف لنبذ الإجرام والحث على السلوك السويّ إلى آخر تلك الديباجة السخيفة , كل هذا رائع .. كلمات حفظت و انتقلت لتحفظ وتنتقل وهكذا يجاهر المحقق - والذي غالبا ما يكون محيي الدين عبد المحسن – بصوته الجهوري الأجش ( ما تنساش مفيش جريمة كاملة ) لينتهي البرنامج .. ويذهب كل إلى حاله راضي مرضي المحقق - والذي غالبا ما يكون محيي الدين عبد المحسن – والمستمع - الذي لا اعتقد انه يحمل أية ميول إجرامية - ..
اعتقد أن الجريمة الكاملة هي التي تسامت على الاكتشاف لتصبح جريمة كاملة سرية غير مكتشفه لا يعلم عنها غير مرتكبها ولا يحمل آثارها إلا المجني علية والشاهد الوحيد فيها هو الله .. فلا يعلم عنها شخص مثلي مثلا أو محقق شرطه أو أي شخص آخر .. وبالتالي لا يعلم احد أن هناك جريمة لتكون كاملة أو منقوصة و إن كان أحدهم قد ملّ الحياة و تصومع داخل بيته , أو هجر الدنيا ليرحل إلى منطقة أخرى , أو في أثرى السيناريوهات خيالا وجموحا أنه قد تعرف إلى جنيّة حسناء ويقضي الآن شهر العسل معها في إحدى المنتجعات تحت الأرض .. الجريمة الكاملة لتكتمل لابد ألا يعرف عنها أحد .. أما ما نعرف عنه من جرائم إنما هي الجرائم البسيطة من يقتل وينسى إزالة نقطة دماء من على ثوبه , أو يترك بصماته على أداة الجريمة أو حتى يفضحه ارتباكه بارتكابه جريمة منذ قليل .. هذه جرائم تفتقد الذكاء والدهاء .. وهو ما توفر لجميع القتلة التسلسليين .. أولئك من يملكون سجل ضحايا حافل بالمراهقات الشقراوات .. أو بعجائز أثقلهن الذهب ..
هل تأكد لكل مفتش صحة , أو محقق شرطة أن الجثة التي صرح بان وفاتها طبيعيه لم يكن بها أي شبهة جنائية .. هل تم حصر جميع الجثث لا طبعا .. هل كل من يهيمون في الشوارع لهم أوراق إثبات في سجلات المواليد ليخرج لهم سجلات وفاة ؟ لا طبعا .... قد أقتل يوماً احد مجاذيب الشوارع ولن يعرف أحدا من قتله بل لن يعرفون إن كان قد مات أو يهيم على وجهه في شارع آخر ..
اعتقد أني قادر على التخطيط - واعتقد التنفيذ أيضا - لجريمة قتل كاملة لن يعرف بها أحدا .. أنا الآن أخللت بأول و أهم عنصر من عناصر الجريمة الكاملة - السرية – أعترف بأني قادر على إتمام جريمة كاملة .. ولذلك لأن أؤديها ولكن نصيحتي لمن يحاول إتمام جريمة كاملة أن يستعين على قضاءها بالكتمان ..

هناك تعليقان (٢):

Unknown يقول...

يقال والعلم عند الله
ان القاتل نفسه هو من
يشى بنفسه حتى وان تكتم
على كل شىء فلابد لشىء
بسيط اسمه(الضمير)ان يوقظه
فى الليل على كابوس مثلاً او
يفلت لسانه كلمة ما او تحيد
نظراتهلجهة ما كلها اشارات
تشى بالمجرم لاى عين فاحصة.

possy يقول...

فى الاول
سوورى على التأخير........ سوووورى
فكرتنى بالبرامج دىاللى ياريت لو كانت جرائم الحياة فى سذلجه جرامئهااا
كان زمان المجمتع متهنى والكل فى امان
وفعلا الجريمة الكاملة هى السريةوماااااااكثرها من جرائماا،تحدث بينايغلف صراخ ضحايهاااا الكتمان والظلام سؤاء احياء او امووااااات او مفقودين

ومش عارف ليه بس دلوقتى افتكرت كلمة الشفافية :D
يمكن اثر الصياام بقى