وحده يعرف ما يعنِيه الشارع ..
وحده يعرف التائه من النظرةِ الأولى , التائه تفضحه خطواته البطيئة المرتبكة ,
نظراته الزائغة بحثاً عن أي مألوف ..
يعرفُ نظرةَ المارون له , يعرفُ دخائل نفوسهم , من الساخط المتقزز من وجودهم ,
ومن المتعاطف المترقق لحاله .
وحده يعرف الطرق وأزقتها , ومتاهاتها, واختصاراتها ..
وكيف لا يعرف الابن ابيه ؟
وحده يؤمن بأنه لا يملك غير اللحظة ليعيشها , كما يروم هو لا كما يُرام له ..
يتحايل على لحظته ليعيش افضل ما بها ..
حينما تتمدد الأيام والأماكن لتصبح مملكة مراعي , ويصير هو بان إلهها ..
ويراه الآخرون لوسيفر صغيرا كما رأوا بان , اما هو فيعتبر نفسه الها لتلك الموجودات ..
خرقه المهلهله , اعقاب سجائره , شوارعه , المنازل حوله اتخذ من جدرانها منزلا كبيرا
وَحْدَهُ يعرفُ جميعَ الأبواب
هذا الشحّاذ ..
ربّما لأنـه مِثلُها
مقطوعٌ من شجرة !!
** اللوحة للفنان الاسباني موريللو ..
* الفقرة الاخيرة لأحمد مطر .