الاثنين، ١٢ يناير ٢٠٠٩

خطاب لم يلقه الرئيس .. واجراء لم يقوم به ولن






في المقال الرائع - الذي لا يحتاج كلمتي - للاستاذ الكبير فهمي هويدي ذكر مجموعة من الاجراءات التي يُنتظر من الرئيس فعلها ردا على ما حدث وما زال يحدث في غزة ومنها الاتي " إبعاد السفير الإسرائيلي في مصر واستدعاء السفير المصري في تل أبيب إلي القاهرة للتشاور وفتح معبر رفح علي مصراعيه أمام الإخوة الفلسطينيين في غزة لتوفير احتياجاتهم طول الوقت.. تعليق مشروعات التعاون مع إسرائيل وتشكيل لجنة لإعادة النظر في اتفاقيات تصدير النفط والغاز إليها.. إيفاد مبعوث خاص إلي سوريا لطي صفحة الخلاف بين البلدين وإعادة تنسيق المواقف بين القاهرة ودمشق والرياض.. اتخاذ خطوات حاسمة لإنهاء الخلاف الفلسطيني ودعوة السيد محمود عباس ـ رئيس السلطة الوطنية ـ والسيد خالد مشعل ـ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ـ للاجتماع في القاهرة خلال أسبوع" للعلم كتب هذا المقال يوم 30 ديسمبر أي منذ 14 يوما للاسف مر اسبوعان ولم يلق الرئيس الخطاب مر اسبوعان ولم ينفذ الرئيس اي مما ذكره الاستاذ فهمي هويدي وما يتمناه ويهتف به الكثيرين من رافضي الموقف المصري والصمت المصري .. مر اسبوعان وما زال السفير المصري في اسرائيل والسفير الاسرائيلي على ارض مصر .. مر سبعة عشر يوما على بداية مذبحة غزة , ومازال الغاز المصري يتدفق الى داخل اسرائيل وقودا لآلات الحرب الاسرائيليه ... ومازال الشهداء يتساقطون بوقود مصري .. بعد قراءتي لمقال الاستاذ تمنيت لو ان يبالغ الرئيس في ردة فعله الذي توقعها فهمي هويدي وان يرسل تحذيرا صريحا الى اسرائيل يفيد بتدخل مصري عسكري اذا لم تتوقف اسرائيل عن العدوان .. بالغت في الاحلام عندما تخيلت انه من الممكن ان يتفق الحكام العرب على كلمة واحده ولكمة واحده يوجهونها الى الكيان الصهيوني ردا على مجازرة في غزة .. اعتبرت ان كلمة ملايين المصريين وملايين العرب ستؤثر على الحكومات وتدفعها الى القيام بأي شيء لرد العدوان .. تخيل لو ان مصر - باعتبارها الدوله الكبرى و الرائده في المنطقه كما يحتم عليها تاريخها وكما يتشدق مسئوليها الكبار بتاريخها العريض في الدفاع عن الوطن العربي - تدخلت عسكريا في هذا الوضع بالتأكيد ستشعر السعوديه - التي تسعى لمكانة مصر - بالخزي لوقوفها صامته في حين ان مصر تدخلت لفض المشكله .. من الممكن ايضا ان تشعر قطر بوخز الضمير اذا ما رأت تحركات فعليه من كل من مصر و السعوديه .. من غير المستبعد ان يستنقص باقي الحكام موقفهم ويتدخلوا عسكريا ايضا .. سيشعر الحكام - ان كان لديهم ما يسمى الشعور - بالقلق حيال ما يحدث في غزة وان هناك تشابها ولو طفيفا بين مايحدث في غزه وما يمكن ان يحدث مع الدول المجاورة لها دولة تلو الاخرى مع توحش الكيان الصهيوني .. ولكن للاسف مر اربعة عشر يوما ولم يلق الرئيس خطابه الذي انتظره فهمي هويدي ولم يتخذ اي اجراء مما تمنيته .. ومن الواضح انه لن يقوم بأي من الاثنين