الخميس، ٢٦ مارس ٢٠٠٩

المعتوه الراقص

قفزة قصيرة في الهواء بما يناسب ثقل جسدي , عدة طرقعات منغومه بيدي , تبعتها حركات راقصه .. رقصة تلقائيه كامله أديتها في 3 ثواني .. رقصه بسيطه تؤديها وعيناك مغمضه .. تؤديها على نغمات لا يسمعها سواك .. تشعر بصلابة الارض من تحتك .. تعود لعالم الواقع .. تنظر من حولك لتجد كل العيون متجهه نحوك .. وجدت من يحمل لقب المعتوه الراقص ..

الخميس، ١٢ مارس ٢٠٠٩

الحلم ..

- حقاَ أكره تلك الهبه .
- كله من عند الله .
- نعم أعرف , أعرف أن لله حكمه في كل شيء , له حكمه في وفاة جدتي .. له حكمه في تساقط شعر رأس والدي , له حكمه في كل شيء , ولكن أن تجد أحلامك حقيقة مجسده بعد فترة قصيرة من رؤياك أمر غير هين , ولكن له حكمه وله علمه .. تذكر ذلك الحلم الذي رأيتني فيه اتعلم رمي القوس على يد أحمس ..
- نعم الذي ذهبت بعده الى الاقصر
- وذلك الحلم الذي جلست فيه مع نجيب محفوظ في مقهاه المفضل واهداني كتابه , وتلك القبله التي طبعها على جبهتي ..
- كان ذلك الحلم قبل ان يهديه لك صديق آخر .
- نعم .. أرأيت.. أحلامي تتحقق وتتجسد .
- وماذا في ذلك , أليس تحقق الاحلام أمر يسر الحالمين .
- أرجوك انا لست حالمه , أنا منغمسه إلى أنفي في الواقعيه , ولا تغير موضوعا فشلت في مناقشته .
- فلنعد لموضوعك .. ما المشكله في تحقق احلامك !!
- تخيلها معي كل رؤيا تراها تتجسد أمامك .. كل حلم تشاهده يتحقق حقيقه واقعه .
- لا أفهم ما المشكله ما دامت أحلامك السعيده تتحقق .
- المشكله اني حتى الآن لم يزرني حلم سيء أبدا , دائما أحلامي سعيده ودائما تتحقق , الخوف كل الخوف ان يتحقق كابوسا أرهبه .
- ماذا !! هل عشت عمرك كله بلا كوابيس ؟ كيف هذا ! وهل يضايقك هذا الامر ؟ هل عدم وجود كوابيس يقلقك ؟؟ ليت لي نصف ما تكرهيه, ليتني استطيع التحكم بأحلامي وكوابيس ..
- بالطبع لا يقلقني عدم وجود كوابيس , ما يقلقني هو تحققها لو زارتني , ان تجد كابوسا يتحقق ويتجسد أمامك أمر فظيع , أن تجلس لتنتظر تجسد كابوسا رأيته أمر وحده كالكابوس .. تصور ذلك .. حادث مؤسف او وفاة عزيز تعرف به قبل أن يحدث , يعلن لك عن نفسه وأنت متأكد انك لا تستطيع منعه , يخرج لك لسانه لتقف مكتوف اليدين لا تقدم ولا تأخر , فقط تقلق , فقط تنتظر الحدث .. المثل يقول " وقوع البلا ولا انتظاره " ولكن انتظار البلاء امّر من البلاء ذاته . - ولم تفترضي السيء ..

أستيقظ .. أجدني في سريري .. جدتي تفتح النافذه ..توقظني .. أتذكر الحلم الذي رأيته توا .. أفكر فيه .. احاول استرجاعه .. أنظر لجدتي .. جدتي ..كيف !!
ألم تمت في الحلم اقصد الكابوس .. هل تكون علامه لالنتظر موتها وفاتها .. قد اخذت حظها من الدنيا ولكن نحن لم نأخذ حقنا منها , لم نسعد معها الا قليلا .. لاحظت تدهور صحتها , وابتسامتها الواهنه محاولة ان تكون مشرقه , وكلماتها التي تطمئننا على صحتها وان الله سيمد في عمرها الى أن تزفني الى ابن الحلال .. ولكن هل ما اخافه حدث وتكون هذه علامة موتها ..

أستيقظ من نوبات من النوم المتقطع , قطعها دخول أمي المتكرر , ولحظات من بكائي جدتي وكوابيس تأتيني فيها جدتي تتهمني بقتلها , وأخرى بأنني لم أحذرها من تلك السيارة المسرعه التي ألقتها جثه هامده على الطريق .. تدخل أمي للمرة الثامنه في ليلة العزاء .. أبكي لرؤيتها .. تحتضنني .. أزداد في بكائي .. تبكي أمي قائلة :- لا ذنب لكي في موتها انه عمرها , كتب الله لها أن تحياه كما كتب لها انت تموت هكذا .. ادفعها .. أصرخ فيها :- أنا السبب .. لا تهوني علي .. أنا السبب وهذا يكفي .

أحضر العزاء .. نساء باكيات بزي الحداد , تتقدم إحداهن نحوي قائلة :- لقد افتقدنا الغالية .. وتقدمت أخرى :- لقد كانت - رحمها الله - تشبهك كثيراَ .. أبحث عن أمي .. لا أجد لها أثر .. أدخل غرفتها .. لا أجدها .. أخرج لتحتضنني إحداهن وتقول :- والدتك ماتت في عز شبابها .

أستيقظ على صوت أمي وتسألني ان أشتري الدواء لجدتي بعد ان نفذ ما عندها .. إذا والدتي حية ترزق وكذلك جدتي على قيد الحياة .. لا أعلم هل اخبرهما , أم اخبر والدي , أم أصمت منتظرة وفاتهما ..

ألاعب طفلتي في عربتها الصغيرة في المقعد الخلفي لسيارة يقودها زوجي , يحاول اشعال لفافة تبغ - ذابت كلماتي معه ليقلع عن التدخين على الاقل في وجود ابنتنا - تسقط ولاعته .. يسألني إحضارها .. اتمنع عن طلبه وأسأله ألا يشعل السيجارة الان .. ينخفض ليجلبها .. تظهر فجأه شاحنه ضخمه .. أمسك عجلة القيادة برد فعل تلقائي , أجذبها نحوي .. أستيقظ في المستشفى لأجدني راقدة بجسد ثقيل . لا أقوى على تحريك أطرافي .. أرى بلا تفاصيل أرى الاشياء مموهه والاشخاص بلا ملامح .. تأتيني ممرضه لا أميز وجهها لتخبرني ان زوجي وابنتي قد توفيا في الحادث والحمد لله انني بخير ..

أستيقظ في غرفتي .. أتحسس الوساده المجاورة .. أجد زوجي أتحسس ملامح وجهه بحب .. يستيقظ على صوت بكاء ابنتي .. نخرج لزيارة ووالدتي ووالدي الذي أعطاه الصلع مع إطالة شعر الجانبين شكلا جذابا .. نقضي اليوم و يلتفوا في آخره حولي .. أحكي لهم تلك المجموهة الكابوسيه من احلامي وسط بعض القلق الذي تسرب الى زوجي وابتسامات علت وجهي والدي ووالدتي .. تقرأ والدتي الفاتحه لجدتي بعد ان تذكرتها .. أفتقد جدتي التي جاوزت الثمانين قبل ان تمت ..

الثلاثاء، ٣ مارس ٢٠٠٩

عدت يا يوم مولدي ..

زي النهارده من 19 سنه اتولدت .. للأسف !!
عدت يايوم مولدي .
عدت ياأيها الشقـي .
الصـبا ضـاع من يدى .
وغزا الشيب مفرقى .
ليت – يا يوم مولدى .
كنت يومًا بلا غد .
****
ليت أنى – من الأزل .
لم أعش هـذه الحياه .
عشت فيها ولم أزل. .
جاهلاً أنها حياه .
ليت أنى من الأزل .
كنت روحــاً. . ولم أزل
****
ليت أنى – من الأزل .
لم أعش هذه الحــياه .
عشت فيهـــا ولم أزل .
كنت روحــــاً. . ولم أزل ! !
****
أنا عمر بلا شباب ! !
وحياة بلا ربيـع ! !
أشترى الحب بالعــذاب ! !
أشتريه فمن يبيع ؟

الاثنين، ٢ مارس ٢٠٠٩

هلوسات شتوية ..

من مميزات الشتاء مياهه التي تغسلك وتغسل عقلك من كل ما يشوبه من افكار سوداء او بأي لون اخر خصوصا لو وقفت كالمجنون تحت المطر رافعا يديك على مستوى كتفك ورافعا وجهك لأعلى تستقبل ماء المطر ( الدافئ مقارنة برياح شتوية تهب عليك بعد انتهاء المطر ) . تسمع عبارة استهجان لهذا الفعل الذي يعتبره البعض - ممن لا ينفعهم او يضرهم الامر في شيء- مجنونا ... يجعلك الشتاء تنظر للحياة نظرة مختلفة إما أن تراها بألوان قوس قزح او تراها بلون السحب الرمادي ..

قد يكون للشتاء في بعض الحالات ذات التأثير لسيجارتين حشيش , فتجد داعية اسلامي كبير - او هكذا يتوهم البعض - يؤذن خلف أذنه للصلاه وهو في مكان وصفه هو - الداعيه - بالقدسيه ولم يقم ليصلي او يلتحق بصلاة الجماعه مع انه كداعيه لابد من ان يكون قدوة حسنه لمن يتبعه .. الظاهر اني كنت عامل دماغ شتا وتهيأ لي انه لم يصلي ..

للشتاء سحر خاص عندما تكون الارض نظيفة خالية من مسببات الطين والحفر التي تكون برك ومستنقعات صغيرة تمنع الفرد من ممارسة حياته الطبيعيه من الصياعه والجربعه ..

من واقع خبرتي الشتوية البسيطه تأكدت ان الدفء احساس داخلي وليس خارجي بمعنى انه لابد وان تقنع انك دافئ لتشعر بالدفء واقرب مثال على هذا اطفال الشوارع بأثمالهم الباليه يعيشون شتاءهم صيفهم بنفس الملابس وتجدهم على حالهم صيفهم شتاءهم .. ومنا من يرتدي عوازل حرارية - تقفيل الاسكيمو - ومع كده بيتكتك .