الأحد، ٢٧ يوليو ٢٠٠٨

القضاء المصري ال ..... نزيه

حسبي الله ونعم الوكيل ... كان الرد الطبيعي وابسط شيء يقدمه اهالي ضحايا عبارة السلام 98 .. فالموضوع كله من البدايه مهزله دعك من الحادث نفسه والذي يعد مهزلة المهازل فلا يوجد جبل جليدي لتصطدم به العباره .. ولا مثلث برمودا الذي يلتهم السفن وتختفي فيه .. ولا اي شيء يمكن ان يخرج عن ادراك البشر ..

ان يتم التعامل مع القصيه على انها جنحة قتل خطأ عيب في القضاء المصري .. فكيف بالله عليكم يتحول قتل 1034 شخص الى جنحه قتل خطأ .. تخيل معي اذاً ... تخيل ان احدهم ألقى بقنبله يدويه على جماعه من الناس .. وفي التحقيق قال انه كان يلعب معهم وانه كان في مباراة تنس معهم ... هل سيتم التعامل معها على انها قتل خطأ لعدم وجود نية القتل وانما كانت نية لعب ومرح ...قتل اكثر من الف نفس بشريه بغير حق وتحتسب جنحه قتل خطأ ... اهمال جسيم يودي بحياة اكثر من الف شخص وتتم تبرئة المهمل ..

والطريف في الامر ان من تم النظر له كسبب في الكارثه .. ومن تمت معاقبته في القضيه كان شخصا لا ناقة له ولا جمل في القضيه وهو قبطان العباره الاخرى ... لأنه لم يبلغ في حينها وتمت تبرئة المتهمين الاصليين والرئيسيين ...

دائما ما كان التوصيف الوحيد واللائق بالقضاء المصري هو النزيه والشريف ... قضاء لا يخضع لأي سلطه غير سلطة الحق .. وبالتأكيد سيتغير هذا الانطباع وهذا الرأي تماما بعد ذلك الحكم والذي وصفه النائب العام بأنه عوار ..

اذا دققت النظر في اي من موازين وزارة العدل والموجوده على جدران المحاكم ستجد انها موازين مختله .. لابد وان تهبط كفه ميزان على حساب الاخرى.

في اغنية مصر ياما يا بهيه لعم أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام تقول مصر ياما يا سفينه .. مهما كان البحر عاتي .. فلاحينك ملاحينك يزعقوا للريح يواتي .. اللي ع الدفه صنايعي .. واللي ع المجداف زناتي .. واللي فوق الصاري كاشف كل ماضي وكل آتي .. عقدتين والتالته تابته نركب الموجه العفيه .. توصلي بر السلامه معجبانيه وصبيه يا بهيه ..

تتحول مع ظروف العباره مع خالص الاعتذار للشاعر الكبير احمد فؤاد نجم الى مصر ياما يا عباره مهما كان البحر هادي عيالك وشبابك يقولوا في البحر اشهدوا مماتي اللي ع القمه حرامي واللي تحته صبيانه واللي فوق فوق دا ودول شايف وساكت عقدتين وخمسه وسته تخمد القضيه توصلي بحر الغريق هزيله وضعفانه

الخميس، ١٧ يوليو ٢٠٠٨

كلام.

رمز العط ........ ـاء .


في طريق المحله المنصوره توجد على الجزيره الوسطى بين اتجاهي الذهاب والإياب عدة صور لشخصيه قياديه في مصر بل شخصيه تجلس على قمة الهرم الحكومي في مصر ويُكتب دائما اسفل الصوره كلمات محفوظه مثل ( رمز العطاء - اخترناك - .....إلخ )



تخيل معي صورة تلك الشخصيه المرموقه بعد ان كتب تحتها رمز العطاء .. لا اعلم هل هي مقصوده ام بدون قصد ان توضع ورقه اعلانيه على الحرفين الاخيرين من الكلمه فتحولت كلمة العطاء بقدرة قادر الى كلمة العط ... وتحول سيادته من رمز للعطاء الى رمز للعط .... وبالفعل اتفقت الحقيقه مع الصوره بدلا من ان يكون في الحقيقه عطاء وتكون تلك الشخصيه معطاءه اصبحت عط واصبحت تلك الشخصيه عطاطه ..



والعط في اللغه - اللي ما يعلم بها الا ربنا - تعني العيش بدون تحمل مسئوليه والتنفيض لكل ما يمكن ان يسبب مشاكل .. وغالبا ما تكون الشخصيه العطاطه شخصيه غير قابله لتحمل المسئوليه .. غالبا ما تكون شخصيه سلبيه لا رأي لها .. تجري وراء مصالحها ومعطوطاتها .


باشا بـ 55%

لا عجب ان يكون رجل الشرطه في مصر ( باشا ) ..القاب الغيت رسميا منذ بداية الثوره لكنها ظلت متداوله حتى الان فكل من علق نجمة على كتفه او نسرا فوق قبعته اصبح في زمرة البشوات حتى اصغر شاويش يُكنى بالباشا وتصبح الباشويه حقا مشروعا له يعطيه اياه من هم اصغر منه من سائقي الميكروباصات و الصعاليك .. وهو ايضا - الشاويش - يمنح الباشويه مرغما لرؤسائه وتتدرج الباشويه مع تدرج السلم الوظيفي الشرطي حتى تنتهي عند الباشا الكبير .. المهم ان من يحمل على كتفيه نسرا او نجمه يقال له باشا وهذا بالطبع لا يثير العجب في مصر , لأنه لابد وان يكون هناك باشا .. اما ما يثير العجب دائما والسخط احيانا ان يصبح هذا اللقب رخيصا جدا كل ما يلزمك من مجموع الثانويه العامه هو خمسة وخمسون بالمائه .. كل ما يلزم الباشا حتى يصبح باشا هو خمسة وخمسون بالمائه كمجموع للثانويه العامه .. وواسطه او رقم ذي اربعة اصفار وتصبح باشا وبطريقة الباشا تجمع رقما ذي 6 اصفار ..
معادله غير متكافئه : 55% + واسطه او #0000 = باشا + #000000

وبالطبع تعلمون من هم الطلبه الذين يحصلون على 55% اما ان يكونوا كلهم فشله او معظمهم .. ولا يأتي الفشل وحده ابدا لابد وان يأتي معه قليل من صفات الفشل التي نعلمها جميعا ... وغالبا ايضا يكون تعامل المدرسين مع الطالب الفاشل تعاملا جافا بعض الشيء او عنيفا بعض الشيء مما يولد صفات العنف والجفاء عند الطالب الذي سيكون باشا في المستقبل ..

ولكم ان تتخيلوا ما يمكن ان يكونه الطالب الفاشل عندما يصبح باشا .. ما يمكن ان تفعله نسبه ال 55% في طالب فاشل لتحوله الى باشا ..
بـ 55% تبقى باشا يا بلاش محلاها عيشة الباشويه

الجمعة، ٤ يوليو ٢٠٠٨

اذا الشعب يوما اراد الاختفاء...

تخيل معي من فضلك .. ولو للحظات مدة قراءتك للموضوع ... تخيل ان حاكما من الحكام - حكام الدول وليست مباريات الكره - استيقظ ليجد الشعب قد اختفى .. ذلك الشعب الممل المتعِب قد اختفى , واختفت معه كل مشاكل المعارضه واختفت معه الاحزاب بمشكلاتها ... شعبه هذا الذي طالما اتعبه و عارضه وتدخل في سياساته ... ذلك الشعب الذي اصبحت الشكوى بالنسبة له نشوه ... واصبح الاعتراض له منهج ...اختفى الشعب ويا لها من فرحه سابقه لم تحدث ان يختفي شعب و لكنها حدثت ... بإختفاء الشعب بالتأكيد تصبح الدوله خاليه إلا من الأسره الحاكمه... فأي رئيس لجمهوريه واي حاكم في دوله لابد وان تكون أسرته ايضا حاكمه .. سنه وجدوا عليها ابائهم ... وبخلو الدوله يختفي كل شيء فلا جيش ولا شرطه ولا موظفي دوله ولا حكومه فبالتأكيد سيختفي الوزراء ايضا .. ويظل الحاكم وحيدا واسرته .





بعدما امعنت في التخيل .. فتخيل انك انت الحاكم واستيقظت لتجد ان شعبك بأكلمه قد اختفى ... وان الدوله خلت تماما الا منك واسرتك بالطبع .. من المؤكد انك ستسعد لإختفاء المعارضه والمعارضين ... لعدم سماع النكات التي يطلقها - المغرضون - في حقك ... ستهنأ بعد ان تتأكد ان كل من يحاول ان ينازعك في ملكية الدوله او يجرؤ على نقدك قد اختفى .. بالطبع ستتصل بزملاء مهنتك من رؤساء واصحاب السمو والفخامه من الملوك والحكام لتتشدق بعقليتك النابهه وعبقريتك الفذه واساليبك التطفيشيه القديره التي دفعت بشعب كامل للهجره والاختفاء من الوجود , تاركين لك الدوله لتحكم وتتحكم . ولا ضرر من ان تطلب من احد زملاء المهنه ان يورد لك عدد 2 مليون نسمه من شعوبهم ليكونوا بذرة شعب جديد تكونه وتشكله كما يحلو لك ... تبعد عن قاموسه تلك الكلمات البذيئه والعدائيه مثل ( الحريه - انتخابات نظيفه ...إلخ ) .. تصدم عندما تكتشف ان كل شعوب العالم قد اختفت وأن الحكام اصبحوا حكاما بلا شعوب وان حالهم كحالك .. وكأن شعوب العالم اتفقت على ان تهجر هذا الكوكب لتعيش في كوكب آخر في مجرة اخرى .. أو أن تذوب في الارض مختفيه عن عيون حكامها .


تستدعيهم او يتم استدعاؤك - على حسب قوة دولتك العسكريه قبل اختفاء الشعوب - لمواجهة كارثة اختفاء الشعوب .. تكتشف ان بإختفاء الشعوب تساوت رؤوس الحكام اصبح رئيس جيبوتي لا يختلف عن رئيس الولايات المتحده الامريكيه .. اختفت الفروق بين رئيس زيمبابوي ورئيس فرنسا ... لا فرق بين حاكم وحاكم فلا جيوش لتختلف على مدى قوتها ... توجد اسلحه ولكن لا يوجد من يحملها .. اذا كنت رئيسا لدولة من الدول المتقدمه او لنتخيل انك رئيسا لأقوى دوله في العالم او ما كانت اقوى دوله في العالم , بالتأكيد ستفتقد تلك الهيبه التي صنعتها قوة دولتك , أو لتحري الدقه قوة شعبك .. شعبك الذي يتكون جيشك من جزء صغير منه .. شعبك الذي صنع تلك الهيبه .. ستحتقر ذلك الشعب الذي تركك لتتساوى برئيس دوله من دول العالم الثالث المتخلفه .. كيف يتركوك لتصبح رأسا برأس مع رئيس دوله بلا اقتصاد او دوله اخرى تعاني المجاعات ..


بالطبع ستسعد إذا كنت رئيسا لاحدى الدول الفقيره او الناميه لإختفاء من هو أقوى منك فلا توجد اقوى دوله في العالم ... مع اختفاء الشعوب تختفي هذه الاعتبارات وتتغير المقاييس السياسيه .. من غير المستبعد ان يتفاخر رؤساء الدول بهرموناتهم الذكوريه وقوتهم الانجابيه .. ويصبح مصدر التفاخر عدد الابناء وكثرتهم .. ويكون كل رئيس من اولاده - شعبه - جيشا صغيرا .. ولنتخيل انك كنت اكثر الرؤساء اولادا اي اكثرهم شعبا وصاحب اكبر جيش بين الجيوش .. فتقوم بغزو ما كانت اقوى دوله في العالم .. لتسقط رئيسها وتأخذ لقبه القديم في ان تصبح رئيس اقوى دوله في العالم اضافة الى دولتك السابقه .. وبعد ان اصبحت حاملا لهذا اللقب سيطلب بقية الرؤساء ودك وسيزوجك احدهم ابنته وسيزوج الاخر ابنته لأبنك .. تزوج ابناءك صغارا لتزيد من عدد جيشك الصغير .. ويكثر عدد الابناء وعدد الاحفاد ويتكاثر جنود جيشك ويتكاثر شعبك .. وتصبح بحق رئيس اقوى دوله وصاحب اكبر جيش .. وبطبيعة الحال ترى نفسك عظيما لا تهزم ..



فتتسلط وتظلم فيخرج عليك احد ابناء شعبك ليقتلك في احتفالك بتنصيبك رئيسا لأقوى دوله ويخلص الشعب الصغير من ظلمك .. فيقتله نائبك - ابنك - كنوع من الوفاء لك وليحسن صورته امام اخوته وابناء اخوته من شعبك بأنه هو من أخذ بثأر رئيسهم وابيهم من قاتله الذي غالبا ما يكون اخيهم , ويتم تنصيبه رئيسا جديدا ليتبع نهجك في زيادة جنود الجيش.. وكأي فرد يجد نفسه في هذا المنصب يتسلط ويتجبر ويفعل مثلما فعلت ومع زيادة بقاءه في السلطه وتكاثر الشعب وكثرتهم يظهر المعارضون وتكثر المشاكل وتُبتكر النكات وينسى قراءة التاريخ .. ليتمنى ان يستيقظ يوما ما ليجد الشعب قد اختفى وليكتشف انه ارتاح من معارضتهم , وتخلص من مشكلاتهم , و تأكد انه لن يكون محور سخريتهم او مادة نكاتهم .. ومن الممكن ان يستورد شعبا اخر يشكله كما يحلو له ..

الثلاثاء، ١ يوليو ٢٠٠٨

يوتوبيا.. د. احمد خالد توفيق



رواية : يوتوبيا.
لدكتور : احمد خالد توفيق . غني عن التعريف وعلى من يجهله العوده الى احدى روايات الجيب والتي تتجه ناحية أدب الرعب .
الغلاف : من تصميم أحمد اللباد .
الراويه صادره مع بدايات 2008 ولكني قرأتها بالأمس . بعد ان انتهيت من ثانويتي العاميه

أول انطباع يؤخذ مع اسم الروايه انها تتبع نهج توماس مور في يوتوبيته او تتخذ أتجاه افلاطون وجمهوريته الفاضله . والحق ان الروايه تنقل صورة حيه لمعنى الديستوبيا وهو النقيض لليوتوبيا .

حيث تدور أحداث الرواية في المستقبل القريب، عندما يعزل الأغنياء انفسهم في مجتمع تحيطه الاسوار ويحميه بعض جنود المارينز المتقاعدين واسموه يوتوبيا ويقع في الساحل الشمالي بينما يعيش الفقراء "الأغيار" في احياء مصر القديمه والتي اصابها الفقر و الجهل والتجاهل بالخراب والفساد . ويعطي المؤلف نبؤه او تحذير لما يمكن ان يلحق بأغنيا وفقراء هذا العصر الذي نعيشه في حين انه لا يهتم بالإشارة إلى أسماء قد تشير إلى شخصيات ومجتمعات حالية، وينوه في أولى صفحات الروايه اعتبار أي تشابه مماثل محض مصادفة غير مقصودة ، على الرغم من أنه يؤمن بأنه " يقيناً أن هذا المكان سيكون موجوداً عما قريب".


والديستوبيا تتمثل في الروايه في ذلك المستوى من الانحطاط والانحلال الذي وصل اليه مجتمعي الاغيار واليوتوبيين والذي يظهر في حوار جابر ( بطل الاغيار ) مع نفسه

كلانا هنا وهناك نعشق العنف ....
كلانا هنا وهناك نحب المخدرات...
كلانا هنا وهناك نرى افلام الاغتصاب في نهم ...
كلانا هنا وهناك نتكلم عن الدين طيلة الوقت ...
هناك يتعاطون المخدرات ليفروا من الملل ..
هناك يحترفون الدين لأنهم يخشون ان يضيع هذا كله , وهم لا
يعرفون لماذا ولا كيف استحقوه ...
هنا نتعاطى المخدرات لننسى عذاب اللحظه ..
هنا نحترف الدين لأننا لا نطيق أن تكون معاناتنا هباء بلا
ثمن ...العقل البشري لا يتحمل فكره مروعه كهذه والا جن ..
فسكان يوتوبيا انحطوا إلى ما يشبه الحيوانات الشهوانية. لا تاريخ ولا هوية ولا أخلاق . يحيون محاولين استخلاص كل لذة ممكنة من الحياة من الطعام والجنس والمخدرات، معانين من الملل الذي يتغلبون عليه بالتسلي باصطياد الأغيار. فبطل الروايه من اليوتوبيين لا يشعر بأي جديد في حياته افعاله اليوميه يكررها بضجر مستمر .. يحاول كسر التابو ويفعل مثلما فعل اصدقائه من قبله ويخرج ليصطاد احد الاغيار ويخرج ليجد نفسه في مجتمع غريب عليه , ويتحول من صياد الى فريسه ... ويتلقى مساعده من جابر القارئ الوحيد في مجتمع الاغيار ذلك المجتمع الذي نسى للقراءة اي معنى جابر هذا الذي قالت عنه اخته صفيه

( هو من طبقة " التلامذه " انهم هولاء الذين دخلوا كليات او جامعات منذ
عشر سنوات ثم لم يجدوا عملاً , ولم يستطتيعوا ان يصنعوا شيئا بما تعلموه ...
لكن علاقتهم بالكتب لا تنتهي ابدا )


وللمصادفه فأن اليوتوبي - الذي لم يذكر له الكاتب اسما- هو ايضا القارئ الوحيد الباقي في يوتوبيا كلها بعد ان جعلت التكنولوجيا الحديثه في يوتوبيا الاستغناء عن الكتب امراً واجبا فهو يعتبر القراءه كما يقول نوعا رخيصا من المخدرات ... وان احدا من اصدقائه لا يطيق للقراءه حملا و هو يرى انه من الجيد ان يفعل شيئا لا يستطيع احد آخر فعله .

وفي اثناء مغامرة اليوتوبي في مجتمع الاغيار الذين يحيون في أطلال مدن مصر القديمة حيث انهار كل شيء: لا ماء ولا كهرباء ولا صرف صحي.في عالم بلا قانون ولا دولة ،تسيطر على الامور عصابات مخدرة بمخدرات رديئة تتصارع كالضباع للبقاء على قيد الحياة. سوقية وجنس ووحشية وجريمة. لا تاريخ ولا هوية ولا أخلاق ولا دين فكل هذا يعد ترفاً يمكن الاستغناء عنه . يتلقى المساعده من جابر قارئ الاغيار الوحيد .. ويدور حوارا بينهم يلخص ما ادى بالمجتمع الى هذا البئر العميق من الجهل والوحشيه .. حيث يقول جابر في حوار ذاتي مع نفسه

"ثمة شخص جمع الأوغاد والخاملين والأفاقين وفاقدي الهمة من أرجاء الأرض في وطن
قومي واحد هو مصر... لهذا لا تجد في ألمانيا وغداً... لهذا لا تجد في الأرجنتين
أفاقاً... كلهم هنا يا صاحبي........هأنتم أولاء يا كلاب قد انحدر بكم الحال حتى
صرتم تأكلون الكلاب !.. لقد أنذرتكم ألف مرة .. حكيت لكم نظريات مالتوس وجمال حمدان
ونبوءات أورويل وهـ .ج. ويلز..لكنكم في كل مرة تنتشون بالحشيش والخمر الرخيصة
وتنامون ... الآن أنا أتأرجح بين الحزن على حالكم الذي هو حالي، وبين الشماتة فيكم
لأنكم الآن فقط تعرفون .. غضبتي عليكم كغضبة أنبياء العهد القديم على قومهم، فمنهم
من راح يهلل ويغني عندما حاصر البابليون مدينته .. لقد شعر بأن اعتبارهقد تم
استرداده أخيرًا حتى لو كانت هذه آخر نشوة له .. إنني ألعنكم يا بلهاء .. ألعنكم
!"

وفي حديث آخر يوجهه اليوتوبي لصفيه اخت جابر

"يا لقذارتك.. يالقذارتك.. ليس فقرك ذنبنا... ألا تفهمين بعد أنكم تدفعون ثمن
حماقتكم وغبائكم وخنوعكم؟... عندما كان آباؤنا يقتنصون الفرص كان آباؤكم يقفون أمام
طوابير الرواتب في المصالح الحكومية . ثم لم تعد هناك مصالح حكومية.. لم تعد هناك
رواتب.. أنتم لم تفهموا اللعبة مبكراً لهذا هويتم من أعلى إلى حيث لا يوجد قاع...
ما ذنبنا نحن؟.. عندما هب الجميع ثائرين في كل قطر في الأرض، هززتم أنتم رؤسكم
وتذرعتم بالإيمان والرضا بما قسم لكم.. تدينكم زائف تبررون به ضعفكم... أنتم أقل
منا في كل شيئ ... هذه سنة الحياة... يجب أن تقبلوها... لم يعد أحد قادراً على
تغيير أي شيئ"

ولي ملاحظه اخيره على الاستخدام الموفق لقصيدة عبد الرحمن الابنودي في التعبير عن الاختلاف بين المجتمعين اليوتوبيين والاغيار ... وقد وفق المؤلف في استخدام الاحصائيات بين فقرات الروايه من احصاءات عن جرائم القتل والمخدرات و والمرمطه التي تعرض لها الشعب المصري على مدار العشرين عاماً الاخيره..

حقا هذه الروايه تستحق القراءه .