الجمعة، ٤ سبتمبر ٢٠٠٩

هوامش فضفضه

سأم متبادل ما بيني و بين العالم .. فضلا ً لا تعبأ بتلك المبالغات , او فلتقل التفاهات .. بالطبع تصفني بالغرور . ولك كامل الحق , منذا الذي يعتقد بذاته ذلك القدر من الأهمية ليسأم العالم - بكامله - منه .. حالة بغيضه من الملل و الرتابه كاحتباس دخان سيجارة كليوباترا برئتيك دون القدره على اخراج او ادخال ذرة هواء واحده .. والسؤال الضاغط دائما " أنت بتعمل ايه ف حياتك ؟ " .. ادراك مدى فراغ الحياة وعبثيتها .. بكاء على اطلال شهر ونصف الشهر مضوا من الالتحاق بثلاث اعمال صيفيه بسيطه .. تلك الحياة الصاخبه بمشاحنات زبائن متعجلون دائما .. مهمون دائما .. ودائما ما يعتقدون انك تعطلهم مع سبق الاصرار والترصد ..ولكنها وعلى الرغم من تصاعد رائحة البيض الفاسد الى رأسي اثناء تعاملاتي معهم الا انها كانت فتره رائعه .. أن تجد سبباً معقولاً يوقظك مبكراً .. ان تشعر ان ورائك مسألة واحده مهمه .. ان تجد سببا مقنعا لفنجان من القهوة الساده وسط النهار لتواصل حتى الليل .. ان تعرف ان لتدخينك كما كبيرا من السجائر له سبب وليس فقط لاشباع شهوة التدخين .. عندما تعقد مقارنة بين شقاء الشقاء وشقاء الخواء لتجد ان الاخير اصعب على النفس من قرينه .. ذلك الكم من المعاملات بدءاً من صبي الجزار المورد للمطعم وحتى أكبر زبون قد يأتيك .. تلك حياة .. صخب يضفي عليها مذاق ذرة الملح في قطعة الشيكولاته ليؤكد لك انها شيكولاته .

*******
أول رسوب بالمعنى الكامل للكلمه كان هذا العام .. نعت جديد يضاف لاسمي لأصبح لأول مره " راسب وله حق الإعادة " . تجربة ناقصه او فلتقل تجربه لم تؤد بعد أن أصبح ف السنه الأولى في كلية التجارة - التي أمقتها حتى قبل التحاقي بها - .. أن اخضع لسيطرة تلك المواد التجارية السخيفه والمحاسبيه لأتخرج واصبح محاسب دعك من انني لا امتلك مهارة احصاء النقود نعم فانا لا اعرف عد مجموعة من الاوراق النقدية بذات السرعه والدقه لسائق ميكروباص مثلا افتقر لتلك الموهبه , أفتقر لرشاقة ايديهم و واصابعهم والتوافق الذهني الاصبعي لديهم .. فكيف اصبح محاسبا وانا حتى لا استطيع احصاء بضع ومائة و خمسين ورقة نقد مثلا ..
********
قد يسبب جرح طوله لا يتعدى الخمسة سنتيمترات ألما يتخطى آلام التقلصات المعوية الحاده او المغص الكلوي مثلا .. قد تعتبرني تافها عندما اعبر عن افتقادي لشعري الخشن واحاطته رأسي مثل لبدة الاسد مع اختلاف التشبيه فأنا لست أسدا .. تلك الهاله السوداء التي شكلها شعري حول رأسي .. تلك النظرة الثانية المتحققه التي يرميني بها المارون .. تلك النشوة التي يشكلها الاختلاف .. نشوة الحرية .. حرية ان تختلف عن الاخرين , ان تنفذ ما يأمرك به عقلك لا ما يأمرك به الاخرون او يأمرك به الشكل العام وواجبك المقدس بالحفاظ على هذا الشكل العام .. نشوة رفضك وصاية الاخرين عليك بان شكلك - وحش ولازم تحلق - .. قد أكون تافها بشده لتفكيري في زوائد رفيعه سوداء تسمى شَعْراً واغفالي التفكير في مشكلة تزايد درجات حرارة الارض وذوبان الجليد المؤدي لغرق دلتا النيل بل وتغيير خريطة العالم , او لعدم تفكيري في مشكلة خطف الصيادين او في كيفية الوقوف امام مشكلة انقراض حيوانات الباندا .. افتقد شعري و هذه المشكلات لها من يهتمون بها واهتمامي بها لن يزيد منها او ينقصها في شيء ..
*********

ليست هناك تعليقات: