الثلاثاء، ٢٩ يونيو ٢٠١٠

1-2

في عقده الخامس رجل يرتكن بجذعه الى بار .. يبحث عن قداحته , يشعل لفافة تبغه بقداحة عجوز قوقازي , ويشكره مبتسما .. يخرج العجوز عبوة فودكا معدنية , ويعطيها للبارمان , يطلب لهما كأسين من النبيذ الأبيض إحداهما مخلوطة بالفودكا , ابتسم له العجوز محييا وقال بنبرة من يكمل حديثا إبتدأه : " ملامحي و زجاجة الفودكا تقول أني روسي , وجواز سفري أيضا يؤكد هذا , كلها شكليات لا بد منها في عصر الشكليات .. وحدي أنا من يعرف من أنا " . نظرة خاوية كانت رده عليه ليجده مستمتعا بحديثه ويصر على متابعته : في حياة أخرى إحتللت مركزا مرموقا في مدينة فاضلة .. آسف لا ينبغي لفظ إحتللت مع مدينة كتلك , ولكنه واقع تهت في دوامة الموت وما بعده وحياة أخرى , وفقدت ذاكرتي . إلى أن بدأت تعود مجدداً , الفودكا تساعدني بشدة في إستعادتها .. يطلب كأسا أخرى ويكمل بلسان مثقل ولكن لا أذكر مكانها بالتحديد .. هل تعرف أنت اين هي ? من أين أنت ? .. لا يهم لا يهم .. يفرغ ما تبقى بكأسه ويحدثه بصوت يخاف أن يُسمع : سنعيد المدينة الفاضلة بدلاً من البحث عنها .. مدينتان فاضلتان خير من واحدة .. أليس كذلك ؟؟ يطلب كأساً أخرى مخلوطة بالفودكا يأخذها ويقوم دون إنتظار لرد ...




الأحد، ٢٠ يونيو ٢٠١٠

1-1

- لا عُمْيَان بالمدينة - أجلس على صخرة تتشكل كرسيا ذا سنادات , على بحيرة , قبيل الغروب بنصف الساعة , مع فتاة جميلة تدعى " هيلين " .. الباقي لمخيلتك اضف بعض اللون الأخضر , بعض النوارس , و أوراق شجر مصفرة لنهار خريفي أكمل التفاصيل الناقصه لتكتمل الصورة كما تحب ان تراها .. كأن الرومانسية لا تصح إلا أمام بحيرة , ولا تصلح للمقهى او لغرفة مغلقة . لا عميان بالمدينة , شيء مؤسف حقا .. محاولات التفلسف الآن هي الأمر الأكثر أسفا .. أعز الله العميان ولعنته على التفلسف , و أعز " هيلين " معهم , هيلين تضحك .. تفكر .. تضحك .. تقول باسبانيتها " لا عميان بالمدينة " وماذا في ذلك ؟ .. هيلين تسخر .. تقول بإمكاني جعلك أولهم . هيلين تضع قبلة رطبة على رقبتي .. تذكرني بلحظتها الرومانسية .. هيلين تتنهد , تصنع موجات تتسع بحجر قذفته للبحيرة و تبتسم .. اظهر بعض الإمتنان لها و أقبلها .. أمتن لأبيها ولأبي وتطول القبله .. لا عميان بالمدينة .. تصيح فيّ مبتسمة لمداعبتي .. نسمع صوت عميق : بل لا مبصرون في المدينة ..