الأحد، ٢٣ يناير ٢٠١١

مُتَخَبِّطُ يَكْتُبُ جُمَلاً سِنْتِمِنْتَالِيّة

 أربعون يوما ستمر ليكون قد مر على يوم وفاة أبي سبعة عشر عاما جملة سنتمنتالية بحتة تشي ببكاءية رثاء أب أو ندب حظ .. أكره التضمينات العاطفية جدا و للذاتية وقتها ومكانها .. الأن أنا  متخبط يكتب جُملاً سنتمنتالية لا لشيء إلا ليقول أنها  سنتمنتالية , مستمتعا بأصوات حروفها المتقاربة و رنتها بالأذن .. و بأنك تقول سنتمنتالية والآخرون لا يقولونها و لن يجدونها بمعجمهم .. دون أن تعرف أصلها  أتخذها مدخلا لحكي حلم عادي جدا  غير أنه تكرر خمس مرات .. أقول أني موثوق إلى عود خشبي قوي  يمتد أفقياً    من اللانهاية إلى اللانهاية و أقول إني على خطأ إن قلت أفقيا فهو ممتد  في الفراغ واللاجاذبية بلا أبعاد هندسية أفقية أو رأسية  .. تظهر هنا جدوى لكلمة مثل سنتمنتالية و لكوني متخبطاً .. مربوطا أتقلب  بعامودي الخشبي  حول  نقطة ارتكازه أفقيا أو رأسيا  .. أتبين وضع الارتكاز رأسيا عمودياً بعدما أتبين  طابورا ممن أعرفهم ..ضجرين يقفون بلا أعمدة تقيدهم أحرار الأيدي  والأرجل يتقدمون واحدا واحدا .. أبي و أخي .. أمي .. أمجد .. زكريا , ندا , ساري  أصدقاء ومعارف وأشخاص قابلتهم لمرة واحدة و آخرون لم أقابلهم و فريق ممن أكرههم ويكرهوني و العاديون اصحاب الابتسامات .. كل يعرف دوره و كل  مسير له .. واحدا واحدا يتقدم بصفعتين يوقظني  و يغلق حلقة يديه على رقبتي يخنقني و يأتي من بعده  يوقظني من موتتي  ليخنقني من جديد .. مع المرة الثانية  تتغير التفاصيل  الفراغ حولي يصفر دائما أصفر به لمحة بياض تعكره .. و كما المسيح بجداريات الكنائس أُصلب و الصف يمتد و أبي كما بصورته شاباً  بجبة وعمامة حمراء  ومن بعده الجميع ممن أعرفهم و أكرههم وأحبهم والعاديين المبتسمين ..

ليست هناك تعليقات: