الخميس، ١١ مارس ٢٠١٠

ما بين العالمين

في الظهيرة ..  في ذروتها بالتحديد  , يبدأ جسمي التعّرق , يختلط العرق بالتراب الناعم الرطب , طبقة طينية تتكون لتغلف جسدي .. أرغب في حك أجزائي , و أتقيد باللفائف القماشية حول جسدي .. أحِن إلى الحركة وتعديل وضعي مستلقياً على ظهري  المتقرح من طول  رقدتي .
منذ اغتصب الموت مساحته كزائر غير مرحب به في بيتنا يتحاشى النظر او حتى ملامسة أحدنا , فقط يبتسم بوجه بلا ملامح  و ويتحرك بيننا خجِلاً  منا , لا أعلم  إن رآه أحد غيري  او  كانت هلاوس او ربما  كُشِف عني الحجاب وأرى ما لايُرى , الخلاصة أني أراه و أرى ابتسامته القبيحة  وتجبرني على مبادلته الإبتسام , لم تزُرني الكوابيس  ولم ينم تحت سريري كان يتنقل بين غرفتي  أمي و أخي .. يخطو ولا يسري  بوجه خالي من الملامح  و إبتسامة مقززة تجبرك على الإبتسام .. ينمو وجهه  وتنبت معالمه .. وجهه محدد التفاصيل والتقاسيم  الآن بعينين وأنف , وفم يُسرِف في الإبتسام ..
ينظر لأمي ولغرفتها كأنه ينبهني انه هنا لأجلها  .. دقائق ويصطدم  بها  وينتهي الأمر .. مجرد صدمة و لن تشعر بشيء بعد ذلك تنتقل  لعالم آخر بمقاييس أخرى  , وأنا أشد حاجة منها بهذا العالم وتلك المقاييس كما انها تحتاج أخي  و أخي يحتاجها أما أنا  فقد  أحتجت لكل أسباب ونتائج الإنتقال  و أحتاج لهذة الصدمة أكثر منها  ..  قبل أن يخطو داخل غرفتها  خطوت انا أمامه  لأصطدم به  وأخيب ظن الموت .
شكاني الموت  لخالقنا  ليلعنني الله بالحياة حتى الفناء , أحيا ميتا داخل جبانة ملآى بالتراب الناعم الرطب  , تخنقني  لفائف الكفن الأبيض المصفر  , أعرق لأحول  التراب وحلاَ  .. ما بين العالمين  اموت حيا  , أحيا ميتا  , بمقاييس  متداخلة بين العالمين

هناك تعليقان (٢):

محمود نشأت يقول...

ما شاء الله يا ابنى
جامد جدا جدا جدا بجد
بجد اسلوبك بقى ممتع اوى
تابع يا عبدالله وان شاء الله ربنا هيكرمك قريب

فاطمة يقول...

يخرب بيت دماغك يا عبد الله...