السبت، ٢٣ مايو ٢٠٠٩

ذباب ..

قد يدفعك الملل لأن تقف في شرفة منزلك لتدخن سيجارة بعد منتصف الليل يثلاث ساعات - لأنك وبكل بساطة أخذت عهدا على نفسك ألا تدخن بين جدران منزلك لاعتبارات أسرية بحته - تجد ذبابه استلقت نائمة واقفه - فليست الخيول وحدها التي تنام واقفه ايضا الذباب ينام واقفا , أو ينام واقفا لأسفل كالخفافيش قدمية مشتبكه لأعلى وجسده لاسفل وقد يدفعك الملل ايضا لأن تحرق اجنحة الذباب الدقيقة بطرف سيجارتك المشتعل .. تنظر بتلذذ لها هاوية بلا أجنحه .. تبتسم لهذا القدر من السادية لحرق أجنحة ذبابة لا تسر ولا تضر .. سادية لو علم بها جهاز الشرطه لوضعك في مصحه عقليه لتفاهة الضحيه ولتفاهة ساديتك , أو يضعك في منصب قيادي بقسم الشرطة التابع له - مخبر قد الدنيا - بعد عدة دورات تنموية لبذرة السادية لديك .. ادخل للنوم تاركا الذباب معلقا باحبال الغسيل .. تاركا السادية لعلها تمارسها على نفسها .. منفضا تلك الافكار عن ذهني .. أذهب في النوم بسرعه كأنني شحاذ جائع وجد أمامه وليمة مجانية حُمّلت بأطايب الطعام .. تخرج مرة أخرى ما بين اليقظة والنوم لتجد ذبابتك - او لعلها اخرى - ما تزال واقفه تترقب حضورك لتنتقم منك عما فعلته .. تتأكد انها ذبابة اخرى حينما تطير بسرعة محاولة النفاذ لداخل جمجمتك .. لا أذكر من تم معاقبته هكذا من قبل - أظنه النمرود - وياله من عقاب التصاق تلك الارجل الدقيقه بسوائل مخك اللزجه .. لمجرد التفكير بهذا العقاب أشعر بالغثيان المصاحب للتقزز .. ذات الغثيان وملازمه الدائم الذان شعرت بهما حينما عاقبني مدرس عنيف في مرحلتي الابتدائيه وكأنه ينتقم من ثور هائج اغتصب شقيقاته - كنت انا هذا الثور طبعا - لا أذكر اني شعرت بالفرحة في حياتي مثلما شعرت بفرحة الانتصار حينما رأيت سيل دمائه من مؤخرة رأسه بعد ان قذفته بحجر أعددته منتظرا خروج المدرس بعد اليوم الدراسي وتلك النظرة التي ارتسمت على عيني قبل ان اقذفه بذلك الحجر لا بد وانها ترتسم الآن على العيون الدقيقه معدومة الرموش للذبابه .. التي جاءت للأنتقام ..

الثلاثاء، ١٩ مايو ٢٠٠٩

من غلبي بفك خنقتي

احيانا يرى الانسان مواقف تتطلب قدرا كبيرا من الوقاحه والقباحه ليظهر رد فعل ملائم لتلك المواقف .. آخر موقف وجب له رد الفعل الوقح هذا الموقف الاعلامي والعام من وفاة ( محمد علاء مبارك ) لا نفي على ان وفاة طفل أمر يستحق الحزن فعلا ولكن ليس بالشكل المبالغ فيه هذا .. وان يكون رد الفعل هادئا ورصينا وليس بكل تلك الصخب الاعلامي الذي لا سبب له ولا داعي وان كنت اعتقد - بنية سيئه - انه للتغطيه على نتيجه كبيرة لوفاة الطفل وهو انه حتى شجرة العائلة الرئاسيه عرفت الموت وذاقته .. اللهم لا شماته ..
صخب اعلامي واسع جدا لوفاة الطفل .. حداد رسمي على كل القنوات المحليه وبعض القنوات الفضائيه المنافِقة او فلتقل المجامِله .. جنازة ضخمه , وتغطيه اعلاميه لها وشيوخ مهللين .. ما علينا الاعلام مجبر على ذلك ومجبر على مجاملة الرئيس واسرته ..
وفاة طفل ليست حدثا جللا - في بلدنا على الاقل - وان كانت حدثا مهما في بعض دول العالم مات أطفال كثيرون ومازال يموت أطفال كثيرون في اليوم مائة مره - أطفال خُطفوا وسرقت أعضائهم واستبيحت أعراضهم وزانتهكت طفولتهم في اعمال لا يقدر عليها بعض الكبار البالغين بالطبع في عمر الطفل محمد او اصغر سنا منه أيضا - وأطفال آخرون سيموتون لعدم قدرتهم على العلاج او لعدم قدرة اهاليهم على توفير حياة مناسبه لهم ..
1034 شهيدا ماتوا في العباره بالتأكيد فيهم مالا يقل عن 20 طفل ماتوا , لم يخرج كلب واحد ليفعل ما فعله الان ولم تقم قناة واحده بعمل حداد ولو لنصف ساعه حتى .. ولا اعتقد ايضا ان ضحايا الدويقه كانوا من البالغين فقط .. ولم يحدث عُشر ما حدث لوفاة الفقيد ..

بصراحه لا استطيع التوقف عن الضحك لكل ما يحدث واتذكر مشهد من مسرحية مدرسة المشاغبين حيث مرسي الزناتي يعلن خبر هزيمته على البي بي سي ( هنا البي بي سي .. مارشات عهسكريه وقرآن .. مرسي ابن المعلم الزناتي اتهزم يا مينز ) ( هنا التليفزيون المصري .. اغاني دينيه وقرآن .. ونتقدم بخالص العزاء ............................... )

والسيد عمرو أديب يتحدث ويعدد مناقب الفقيد

والكوميديا الآن ان عاش الرئيس للعام القادم هل سيحتفل بعيد ميلاده في اول الشهر و بمرور سنه على وفاة حفيده في منتصف الشهر ؟ بأيهما سيحتفل ؟
الموت لا يفرق بين ابن رئيس او ابن عامل مجاري ولكن ما يفرق مراسم الجنازة